1 قراءة دقيقة
الكادر الإشرافي إلى أين..الدكتور عمر الجفري

الكادر الإشرافي إلى أين..

إن العودة للميدان لهو شرف وأي شرف تربية وتعليم أبناء الوطن في أي موقع كان وبالأخص مجال التعليم، إلا أنه مما يؤسف هذا التخلي لذوي الخبرات العريضة والكفاءات المبدعة في التعليم بإنهاء تكليفاتهم، وهم الذين أمضوا سنوات من عمرهم منهم مَن تجاوزت خدماته عشر سنوات، ومنهم بلغ أكثر من عشرين سنة في العمل الإشرافي، وقدموا عصارة جهدهم وفكرهم ووقتهم من خلال نتاجهم العلمي وإنجازاتهم ومشاريعهم في خدمة العملية التعليمية وإسهاماتهم التطويرية للكادر البشري.. إن رسالة التعليم رسالة سامية شأنها عظيم وأجرها مستديم ولا ضير في ذلك رغم أن الميدان ربما قد وصل إلى حد الاكتفاء من التشكيلات المدرسية ومعلمي المواد الدراسية، وما يحز في النفس هو عدم تقدير هذه الكفاءات القيادية وإلا فلماذا وزارتنا الموقرة تتخلى بكل بساطة عن الاستفادة من هذه الكوادر؟ ولماذا يترك كادر التشكيلات الإشرافية الذين أنفقت الوزارة مبالغ مالية باهظة في تدريبهم وإكسابهم مهارات مهنية ذات جودة عالية تخصصية وتربوية، وتمكين العديد منهم للابتعاث الداخلي والخارجي منذ سنوات في شتى المجالات؟ هذا الفاقد التعليمي للثروة العلمية ألا يعد ذلك خسارة للمنظومة التعليمية؟ ألا يعد ذلك إحباطاً لهذه المكتسبات الوطنية والصفوة التعليمية؟ أليست فِرق التشكيلات الإشرافية اليوم تُعد بيوت خبرة لما لديها من مؤهلات علمية عليا (ماجستير، دكتوراه) وما تمتلكه من مخزون تراكمي معرفي من الدراسات والأبحاث وأوراق العمل والمشاريع والدورات والبرامج والمشاركات في مختلف مجالات التعليم؟لذا، فإننا نرى أنه يمكن الاستفادة من جميع التشكيلات الإشرافية الحالية حفاظاً على هذه المكتسبات ذوي الخبرات، وذلك من خلال زيادة عدد المقاعد الإشرافية ضمن المعيارية العددية لوثيقة التشكيلات الإشرافية الجديدة لاستيعاب أكبر قدر منهم في المجالات المذكورة في الوثيقة بما يلبي الاحتياج ويتناسب مع حجم المهام والمستجدات والقضايا والتحديات المدرسية الملقاة على عاتقهم إضافة إلى  توسيع نطاق المجال الإشرافي الخدمي غير التخصصي بما يحقق مصلحة وأهداف البيئة المدرسية سعياً لتطويرها من مختلف جوانبها الفنية والتقنية والصحية إلى غير ذلك من متطلبات تهيئة بيئة صفية محفزة لمواكبة التطوّرات المعاصرة استجابة للرؤية الوطنيّة للتعليم 2030، وتوجهات الوزارة والتحولات المستقبليّة.والله من وراء القصد،

د. عمر بن حسين الجفري