1 قراءة دقيقة
كلمة وفاء / محمد المدخلي..

 قائد التعليم  ما أروع الكلمة التي تنبع من الداخل وتأتي من أعلى قمة هرم الإدارة تلك التي تكون من شخصية بارزة نقشت اسمها على جدار العلم والمعرفة عندما تسطِّر عباراتها في كلماتٍ صادقة معبِّرة تنطلق من خلجات صدور ذويها وتصل إلى حنايا قلوب أصحابها.. بعثتَ إلينا كلمة الوداع التي بلغت الآفاق وعلت عنان السماء وقرأها الجميع وأطرق لها ببالغ الاهتمام.. خاطبتَ بها المشاعر ولامست بها الأحاسيس فاضت منها بلاغة الأدب وفصاحة اللسان ومجامع اللغة وجمال التعبير وروعة العرض وقوة المعنى وحسن السرد وبراعة النظْم وسلاسة النغم، جمعت لبَّ العقل وعمق الوجدان في منظومة تلاحمت شجاً في جوهرة مكنونة لاح بريقها يشع أملاً زاهراً ومستقبلاً واعداً لسالكيها وفاح أريجها عطراً زاكياً بالخير والمحبة والوفاء..  أبا أحمد ماذا عساي أن أسطر بكلماتٍ قد لا تفي بحق هذا الإنسان الذي كان معنا بالأمس وأظهر لنا هذا الإحساس الغائب وترجمه لنا بأبهى صوره، وجعلنا نتنفس عبق هذا الرجل؛ فكلمة الشكر لن توفيه حقه وكلمة الوفاء تستحي أن تقف أمامه، ولكن يظل من ظهر منه هذا الوفاء هو من فرض التقدير والاحترام، وبذلك وجب علينا أن نرفع له رايات الشكر والتقدير احتراماً وامتناناً، ويظل الوفاء لأهل الوفاء واجب لا مناص منه وحقٌ لابد منه. سعادة الأستاذ / محمد بن أحمد المدخلي مساعد مدير عام التعليم للشئون المدرسية بمنطقة مكة المكرمة سابقاً ذلك الرجل الطموح فارس التعليم وفخرها الذي تخطّى الصعاب بجلده وصبره ومثابرته، فهو لا يرضى بالقليل؛ لأن سقف طموحه عالٍ كعلو الجبال الشامخات، وهو يعلم أنّ إدراك المأمول ليس بالأمر اليسير، ومنالها لا يأتي دون سعي حثيث وعمل دؤوب؛ فكان أهلاً للثقة وجديرٌ بها؛ عصاميّاً لا يعرف اليأس أو الإحباط، وقد عمل في مختلف مجالات التعليم العام مكتسباً العديد من الخبرات.. وقد تبوء وتقلّد العديد من المناصب والمراكز القيادية على مستوى الإدارة وعمل بكل تفانٍ وإخلاص.. عرفناه عن قرب كزميل وأخ عزيز تحلّى بدماثة أخلاقه وحسن تعامله.. بذل جهده لخدمة دينه ومجتمعه ووطنه طوال فترة عمله.. تميز الأستاذ محمد بأسلوبه الهادئ وفكره العميق وثقافته الواسعة والخبرة العريضة التي جعلته محط أنظار كل من عرفه أو جلس معه.. عهدته شخصية قيادية رائعة لاقت احترام وإعجاب الجميع وشهد كل من عرفه وعمل معه بقدرته على إنجاز الأعمال بكفاءة عالية وقدرة فائقة.. وتفرّد بفصاحة اللسان وبلاغة الكلام وحسن الخطاب وقوة المنطق والبيان.. تميّز بالعطاء والوفاء بذل من وقته الكثير ناصح للجميع متفهم لبق واسع الثقة حاضر الذهن حادّ الذكاء طابعه الصمت والاتزان جاد في أداء عمله يجبرك على تقديره بكريم سجاياه وطبعه فهو إدارياً ناجحاً ومسؤولاً حاضراً واعياً ذو نظرة ثاقبة تربّى على الفضائل والقيم الإسلامية فهو من عائلة عُرف عنها الاهتمام بالعلم والتعليم وسموّ الأدب والخلق الرفيع.. يشهد له القاصي والداني بقدرته على وزن الأمور ووضعها بما تستحقه ودرايته بجوانب القضايا التربوية التي تعصف بها الساحة التعليمية ومهارته في حسن إدارتها وحلها.. لقد تعرفت على الأستاذ/ محمد المدخلي عندما تولى إدارة خدمات الطلاب، ومن ثم عيِّن مساعداً للمدير العام للتعليم؛ فوجدته نعم الزميل والأخ والمربي الذي استطاع أن يقود زمام الإدارة بكل جدارة، وأن يبحر بها في محيط العلم والمعرفة، ويسعى جاهداً في تحقيق أهداف هذه المؤسسة التعليمية؛ فهو ربّان هذه السفينة التي تسير في عباب البحر التعليمي في يسر وهدوء وطمأنينة، لقد كان أحد الرجال البارزين والمؤثرين في قيادة المركبة التربوية بمن تقلّهم؛ فهو بحق إنسان في أخلاقه إنسان في تعامله.. عهدته كريماً وفياً متفانياً محباً لعمله.. يستخدم أسلوب الحوار الهادف الهادئ مع الجميع..  تحية وإجلال وتقدير وشكراً على ما قدمت في حياتك العملية لبناء الأجيال وتوجيه النشء.. ووداع لا أروع ولا أجمل.. لحظة الفراق صعبة وستبقى محفورة في قلوب من أحبوك، وستبقى أبا أحمد رمزاً للعلم أينما ذهبت.. نتمنى لك حياة زاخرة بالحب والتقوى. إن كنت تركت العمل وترجلت أيها الفارس عن صهوة جوادك التربوي.. فاعلم أخي أن الحياة هي المدرسة الأكبر.. والمجتمع يحتاج إليك ولأمثالك.. فلا يقف عطاءك عند هذا الحد.. لك خالص الحب والتقدير ودمت بود وصفاء.. فهذه رسالة عرفان نبعثها إليك لأنك ركناً باقياً من أركان بناء ونهضة الفكر الراقي.. اعلم أخي أنني لن أوفيك حقك عبر هذه السطور.. ولو استعرت أسطراً أخرى.. أخي العزيز قد وصل القطار إلى آخر محطة.. في طريق قطعناه يوماً معاً بكل ما فيه.. وعند ذكر الوداع ينقبض القلب ويضيق الصدر إلا أن روعة التواصل بكم سيكون حبل متين يربطنا معكم.. فهنيئاً لكم قوة الإرادة وكفاءة الإدارة وما وصلتم وحققتم من إنجاز.. والتطلع لطلب العلم وبلوغ الهدف لا ينقطع والسمو للقمة لا ينضب..         أبا أحمد في يومك هذا وانطلاقاً من دورك العظيم ورسالتك
النبيلة التي تشرفت بحملها بكل اقتدار واضعاً نصب عينيك أن الأمانة التي بين يديك شأنها عظيم وأجرها كبير ووسام نبيل، فأنت أهل التقدير والتكريم..
كلنا ندين لك بالفضل، ونكن لك من التقدير ما يليق بدورك الكبير وندعو لك عن ظهر الغيب أن يبارك الله لك فيما أعطيت وبذلت ويطيل في عمرك ويتم نعمته عليك ويجزل لك الأجر والثواب.. هذا والله من وراء القصد، د/ عمر بن حسين الجفري.. للتواصل مع الكاتب على البريد الالكتروني: ohjefri@gmail.com