1 قراءة دقيقة
المبادرات الورقيّة

نوره محمد _الرياض

تزامناً مع المؤتمر الدولي لتقويم التعليم والتدريب 

International Conference on Education & Training Evaluation 

لفت انتباهي الرقم المأهول لعدد المبادرات والتي تراوحت من ٦٠ إلى ١٠٠ مبادرة ، لكن السؤال الذي يتبادر إلى أذهاننا عند سماع هذه الأرقام يا ترى أين كل هذه المبادرات على أرض الواقع ؟

و أين ذلك الكمّ  الهائل الذي يزاحم بعضه من المبادرات التي استهلكت الكثير من الوقت للshow الإعلامي فقط لتلحق بركب الشهرة و الأضواء وعدسات الكاميرات و مايك  الصحافة ثم لا تلبث أن تنطفيء كمثيلاتها خاطفة معها تلك المبالغ التي تعدّ بالملايين .

أيضاً نتساءل ماهي المعايير التي اُعتمِدت لهذه المبادرات و ما المراحل التي يُفترض أن تمرّ بها قبل أن تطبقها أي جهة داعمة لها ؟ ومن الأشخاص الذين أطلقوها و غرسوا جذورها في الأرض ليعمّ خيرها و تستظل تحت الاستدامة و الجودة ؟

والسؤال الأهمّ إلى أي مدى كانت هذه المبادرات موائمة لرؤية المملكة العربية السعودية ٢٠٣٠ ؟

و لو ألقينا نظرة على التعليم اليوم لأدركنا أنه يجد نفسه على مفترق الطرق في مواجهة التحديات حتى إن فئة المتعلمين أصابهم الملل في الميدان من عناوين المبادرات الرنانة و التجارب و المشاريع غير المجدية فمن التقويم المستمر و الشامل إلى مؤشرات الأداء و الإتقان و برامج الأنشطة و الكشف عن المواهب وغيرها الكثير و الكثير  حيث تتعدد مسميات الإدارات والمبادرات و النتيجة للأسف مخيّبة للآمال. 

إن الشّباب السعودي طموح يتسم بالهمة العالية لكنه يريد الإنجاز  والتطبيق العملي و تحقيق المبادرات و العيش بثمار نتائجها لا أن تكون ( أسمع جعجعة و لا أرى طحناً ) خاصة أن دولتنا الرشيدة صرفت المليارات لدعم المبادرات و التطوير لكن لم يجد لها المواطن أثراً ينعكس عليه و على أبنائه و مجتمعه .

إن بلادنا العظيمة دولة حزم فهي لم تتوانى في الضرب بيد من حديد على شتى أنواع الفساد و الإخلال بالمشاريع الوطنية وتقديمهم للمحاكمة وفي موازات ذلك التركيز على توعية الجميع لإيجاد وازع الرقابة الأخلاقي و الذاتي لأنه عند توفر كل ذلك ستتمكن الكفاءات المجودة من رفع الإنتاجية و تقليل نسبة الأخطاء و بالتالي سيتعزز العائد الاقتصادي ، 

و حسب ما ذكرته ‏د. شويتلينا سابار والاقتصادي أول قسم التعليم في البنك الدولي في إحدى جلسات المؤتمر الدولي لتقويم التعليم و التدريب  "أهمية مقاييس التعلّم ومؤشر رأس المال البشري لدى البنك الدولي"

to improve learning make it visible and only metrics can do so” 

إن المبادرات الفعّالة يمكن قياس أثرها في شتى مجالات الحياة سواء الصحية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو البيئية أو الثقافية أو التعليمية بل حتى مجالات الطفولة والرياضة والترفيه والإعلام 

وخلاصة القول يريد مجتمعنا تحقيق رؤية ٢٠٣٠ على أرض الواقع بالاستفادة من التجارب والخبرات الناجحة ومواطن القوة والضعف والتحديات بما يتفق مع معايير المبادرات وأهداف المنشأة وكفاءة الموارد البشرية والتشغيلية مع توجيه العمل ضمن المبادرات النوعية ذات عوائد كبيرة على المدى المتوسط والطويل.