بقلم : شريف الحازمي
ما مدى الوعي المجتمعي تجاه الجائحة التي ضربت العالم بأكمله دون رحمة أو سابق إنذار ؟
فهل سيكون الوعي المجتمعي لدينا تجاه الوباء بطوليا بمنجزات أفراده أم سيكون المجتمع هو الحلقة الأضعف ؟مقارنة بالجهود المبذولة من مختلف الجهات الحكومية منها والخاصة وفي مقدمتها حرص حكومتنا الرشيدة التي قدمت الغالي والثمين ولم تتوانى بكل ما يعود بالنفع ؛ من أجل سلامة المواطن والمقيم سوياً؛ فقد أوقفت جميع المصالح مقابل مصلحة أفراد مجتمعها، وقدمت كل مجهوداتها فداءاً للشعب المحب الوفي الذي وصفه سيدي صاحب السمو الملكي ولي العهد حفظه الله وأطال في عمره بقوله "لدى السعوديين همة مثل جبل طويق لن تنكسر "
فما هو السناريو المتوقع؟ إذا لم نلتزم وتهاون بعض أفراد المجتمع تجاه التعليمات التي وضعت من أجله وللحد من انتشار هذا الوباء والقضاء عليه بعون الله،
لنجد اعداداً من المخالفين من بعض أفراد المجتمع متجاهلين خطورة إستهتارهم ومخالطتهم للآخرين دون اكتراث، كون ما يقومون به من تصرفات تخالف التوجيهات السامية والإرشادات الصحية مما تسبب في انتشار الوباء وتفشيه .
وذلك كما صرح به وزير الصحة الدكتور الربيعة بقوله " للأسف بأن البعض من افراد المجتمع لن يطبق شعار كلنا مسؤول ولم يأخذوا التعامل مع خطورة الوباء بالجدية الكافية كما أنهم لم يلتزموا بما يصدر من تحذيرات تشدد على خطورة المخالطة والتجمعات" إنتهى
ألسنا نرى رجال الأمن وجميع الكوادر الطبية يخاطرون بانفسهم دون كلل أو ملل وجميع الجهات الحكومية والخاصة تقوم على أكمل وجه وتعمل ساهرة من أجل سلامة أفراد المجتمع والمحافظة على الوطن الغالي لتعود الحياة كما كانت لتصدع المآذن ويكتظ المصلون في المسجد الحرام والمسجد النبوي وبقية المساجد ويجتمع أفراد الأسر في ابتهاج ومحبة وتعود الحياة لطبيعتها بالقريب العاجل .
بحسب ما أكده المتحدث الرسمي بإسم وزارة الصحة الدكتور : محمد العبدالعالي - حين قال " تقييم المخاطر بايدينا كلنا نجعل المخاطر أقل وأقل وكلنا أمام مرحلة مهمة جداً"
فالجميع في اشتياق لإستقبال الشهر الفضيل الذي لم يتبقَ عليه سوى أيام معدودات ويليه عيد الفطر المبارك فإما أن نتعاون لنبث الفرح والبهجة في قلوب الجميع واطفالنا خاصة وإما أن تكون الفاجعة وخيمة ومؤلمة.
إعلم بأن أي تهاون أو تقصير مصيره فاجعة بعد جائحة تكبدنا خسائر لا تعد ولا تحصى في مختلف المجالات فالكثير منا منع من السفر ومن لقاء الأحباب والزيارات والبعض فقد أحد والديه أو أبناءه أو المقربين له ، فالأمر بين أيدينا ببذل أقصى ما لدينا بتطبيق توجيهات حكومتنا الرشيدة .
ولكل من تهاون وخالف ضارباً بالتعليمات عرض الحائط لك أن تقارن بين "الحجر المنزلي لتكون بين أفراد أسرتك وبين أن تكون في عزل صحي داخل جهة طبية" بعد إصابتك لا سمح الله أو تفقد أحد أحبائك .
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حيث قال "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته"
في المقابل علينا أن نكون مجتمعًا واعيًا بما تعنيه الكلمة، بهمة صامدة أمام الأزمات وبمواقف بطولية ومنجزاته يجسدها التاريخ .
كما يتوجب علينا جميعاً أن نقف وقفة رجل واحد بهمة وإصرار في مثل هذه الأزمات بالتقيد والعمل بالتعليمات والتوجيهات دون إخلال أو تقصير كون هذه التوجيهات والتعليمات تحدُّ من انتشار هذا الوباء وتساهم في القضاء عليه بإذن الله .
لا بدّ أن نعيَ جميعًا مدى خطورة هذا الوباء وضرورة المساهمة في إرشاد الأخرين بمبدأ كلنا مسؤول وعلينا أن نسعى جاهدين للوصول إلى بر الامان للقضاء على هذا الوباء ولتكن صاحب قرار ومسؤولية بضرورة تطبيق التعليمات حتى شفاء آخر مصاب والوصول إلى صفر من الحالات المسجلة حينها سيسجل التاريخ المواقف البطولية بكل فخر واعتزاز.