1 قراءة دقيقة
اليوم الوطني السعودي

الدكتورة : صالحة آل شويل

نحتفل في اليوم الوطني هذا العام بتسليط الضوء على القيمِ النبيلة الراسخة في الهوية السعودية الأصيلة التي نفتخر فيها بشجاعة أجدادنا وقادتها، قصصٌ تنسج ملامح الشخصية السعودية المتفردة، قصصٌ تتجذّر عِبَرُها وقيمها في نفوسنا جيلاً بعد جيل، تحكي سيرة شعبٍ ورث الصبر والعزيمة والإصرار عن أجداده وأورثه أحفاده، شعبٌ بطل ومقدام ومتوحّد تحت راية الوطن الواحد، وسيحيي إرث الأوّلين في نفوس الشباب عنفوان الآباء المؤسسين وموروثهم الذي يعيش فينا لنورّثه للأجيال القادمة. لقد مرت المملكة العربية السعودية بتحديات كبيرة وبفضل الله عز وجل ثم قيادتنا الحكيمة والشعب السعودي المقدام استطاعت بحكمة قيادتها جميعا تجاوز جميع الأزمات. وكل سنة تثبت السعودية العظمى للعالم أجمع أنها الأولى عالميا في تجاوز الازمات والتي كان آخرها جائحة كورونا، هده الأرض قد دافع عنها أجدادنا بأموالهم وارواحهم تحت راية المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود، ثم جاء من بعده أبناءه البررة الى أن وهبنا الله بالملك سلمان وسمو ولي عهده محمد بن سلمان، الذين قاما حفظهما الله ورعاهما بنهضه حضارية عريقة على جميع المستويات يشهد لهما القاصي والداني في ذلك،  فكان لزاما علينا أن نشكر الله على هذه القيادة المباركة وأن ندافع عن كل شبر من هده الأرض المباركة مهبط الوحي، وكلٌ في موقعه ومكانته وتخصصه ورسالته. ولعلني في هده المناسبة العظيمة أن أتذكر مواقف الطفولة حينما كنت في المرحلة المتوسطة فلقد قدمت أول تعبير لي في مدرسة الأبناء الثانية للبنات بمنطقة تبوك وكانت يدي ترتعش حينما كتبت أول تعبير عن (الوطن) ثم تساءلت في قرارة نفسي لماذا هذا الخوف الذي انتابني؟؟ أم السبب هو عدم قدرتي على التعبير عن الوطن.؟! ثم شرعت في الكتابة وأخذت نفس عميق وأنا في سن صغيرة أمام هذا الحدث العظيم وتحدثت بصوت عالي في الفصل وطني الغالي نفديك بأموالنا وارواحنا، وحينما انتهيت وجدت تصفيق حار لم أتوقعه مع كلماتي وحروفي المبعثرة وتم تكريمي من إدارة المدرسة واشكر لهم تشجيعهم وتحفيزهم للطالبات وقتها، وإتاحة الفرصة على القدرة على التعبير وابداء الرأي وصقل المواهب حتى يبدع الطالب، باعتبار المدرسة هي مكان الأول لاكتشاف الطاقات والمواهب.

حينما كبرت أيقنت أن حب الوطن لا يحتاج إلى تخصص معين أو مهارة معينه لتعبر عن حبك له، هو تماما مثل حب الأم لطفلها (حب فطري)، تستطيع بجميع اللغات واللهجات أن تخبره أنك تحبه وتقدم له كل ما يمكنك لإثبات هذا الحب وهو تماماً مثل الأم يحتضن أبناءه ويحتويهم، لقد وهبنا الله بقادة عظماء اهتمامهم الأول بالمواطن ولقد شاهدنا جميعا كيف مرت أزمة جائحة كورونا وأصبح العالم في تخبط عجيب وذهبت حقوق الانسان في مهب الريح.

فلقد احتضن الوطن ابناءه منذ اللحظات الأولى في بداية الازمة وتكفل بإقامتهم في جميع دول العالم وعلاجهم كما شمل ذلك الكرم الحاتمي المقيم. لتكون المملكة العربية السعودية الأولى عالميا في تمثيل حقوق الانسان بشهادة المواطن والمقيم والعالم أجمع. وكل ازمة يُمر بها الوطن الغالي تزيد من تلاحم قيادته وشعبه، وكل عام وقادتنا والوطن والشعب السعودي العظيم في رخاء ونماء واستقرار وازدهار.


ابنتكم د. صالحة ال شويل

كاتبة رأي وناشطة إعلامية