نوره محمد - الرياض
من المعروف أن أوقات الشدة توحّد الناس لوحدة المصير ، ولا يوجد في وقتنا الحالي محنة أشدّ خطراً وأكثر إرعاباً من وباء كورونا، إلا أنّ كورونا ليس عنصرياًّ ولا متعصّباً فلم يفرّق بين الدول المتقدمة و دول العالم الثالث ولا المسؤول والمواطن ولا المرأة والرجل ولا الغنيّ والفقير ولا الصغير والكبير ولا الأسود والأبيض ولا العربيّ والأجنبيّ
فكان مُنصِفاً أن جعل البشر جميعاً في بوتقةٍ واحدة وهي المساواة في الإصابة بالمرض وفي البحث عن العلاج لأنهم يريدون العلاج.
ويعتبر المفكر المغربي سعيد ناشيد أن كارثة كورونا "أعادت النوع البشري إلى المربع الأول إلى وحدة النوع البشري والمساواة التامة بين البشر و أن القدر مشترك ما بين البشرية جمعاء ".
في زمن كورونا ظهرت حملة تعقيم كونية و توقفت الحروب و توحدت الشعوب و أصبح الجميع في الحجر المنزلي يتشابهون في مخاوفهم ،في هواجسهم ، في أحاديثهم وفي اهتماماتهم وفعالياتهم ولكن الدعوات و الصلوات هما السبيل إلى انفراج الأزمة قريباً بإذن الله.
يقول الشاعر عبدالرحمن العشماوي :
من مشرق الأرض يسري نحوَ مغربها
وما يُفكّر في جُنْدٍ ولا خوَلِ
الناس في زَحْف كورونا سواسِيةٌ
لا فَرقَ بين سَراةِ الناسِ والهَمَلِ
تساوت الأرضُ في ميزان سَطْوتِه
فالبحرُ والسّهلُ مثلُ التَّلِّ والجبل