كورونا يكشف طبّ الإنسانية في السعودية ..طبّ الحروب في الغرب
نوره محمد
عُرِف الطبّ منذ الأزل بأنه مهنة إنسانية يرتبط فيها ضمير الطبيب بخدمة البشرية و جعل صحة المرضى أولويته دائماً التي لن يكون العمر ، المرض ، الإعاقة ،المذهب ،العرق ، الطبقة الاجتماعية ،العنصرية، الجنسية عائقاً بين تأدية واجبه وبين مريضه مهما كانت الظروف.
واليوم علينا أن نتذكر مقولة :
أبقراط "الحرب هي المدرسة الوحيدة المناسبة للجراحين". ففي بعض الأحيان، تسهم الحروب في دفع عجلة الممارسات والابتكارات الطبية، أو تعيد تركيز الأبحاث على أمراض معينة. وكان هذا هو الوضع الغالب حالياً بسبب جائحة عالمية أحدثها فايروس كورونا COVID-9 ليظهر حجم التأثير المتبادل بين مجالي الحرب والطب حتى و إن جاز تسميتها حرباً بيولوجية .
وقد تصدر الأخبار ما يسمّى ب (طبّ الحروب) وهو مصطلح قديم يتم اللجوء إليه عندما تنهار المنظومة الصحية و إصابتها بشكل سريع نتيجة وباء أو كوارث و إصابات كثيرة تضرب الدولة ولايتم السيطرة عليها فيترك الخيار للأطباء في تحديد من له حق العلاج وبالتالي اختيار من يموت و من يعيش في حال عدم مقدرة المنظومة الصحية على استقبال جميع المرضى و علاجهم وهو إجراء يتم فيه حجب أجهزة التنفس الصناعي عن المسنين لمصلحة الفئات الأصغر عمراً وقد ظهر هذا المصطلح مؤخراً war/disaster medicine أغلب الدول الأوروبية كإيطاليا بعد انهيار منظومتها الصحية والتي كانت من بين الأفضل عالمياً ثم تبعتها أسبانيا .
لكنّ التاريخ سيذكر عندما مارست أوروبا طبّ الحروب كانت بلادنا المملكة العربية السعودية تمارس طب الإنسانيّة و القلوب مجاناً دون تمييز بين كبير أو صغير أو بين مواطن ومقيم أو بين نظامي الإقامة على أرضها أو حتى مخالفي أنظمة الإقامة.
فقد حرصت وزارة الصحة على التحرك السريع و التوعية المكثفة بجميع الاحترازات والحث على التباعد الاجتماعي مع قيامها بالمسح النشط مع توفير مساكن بديلة للعمالة كما أنها تحرص بشكل مستمر على اتخاذ إجراءات استباقية لمنع تفشي كورونا مع مناهج علمية لتقصي الفايروس حفاظاً على مواطنيها و مقيميها دون استثناء.
هذي هي مملكة الإنسانية ومعنى حقوق الإنسان .