1 قراءة دقيقة
لماذا ضاعت اللهجة في مسلسل( رشاش ) بين اللغة و الترجمة رغم قوة الحضور ؟


كتبته / نوره محمد


مسلسل( رشاش ) عمل سعودي عن شخص كان مطلوباً أمنياً في عصر الثمانينات يعرف باسم ( رشاش ) 

و هو يعرض على إحدى المنصات الرقمية من تأليف البريطاني توني جوردن  وشاركه في الكتابة المخرجة البحرينية سهى آل خليفة وزوجها المخرج البريطاني ريتشارد بيلامي اللذان ساعدا في تنسيق العمل درامياً. وقد تباينت ردود الأفعال و الأثر الاجتماعي لدى المشاهدين من مختلف الفئات و الأعمار حول هذا العمل مع الأخذ بالاعتبار أنه ليس وثائقياً بل ترفيهياً تميز بمستوى الإخراج الدرامي العالي على المستوى الخليجي و العربي وكذلك المستوى الجمالي من ناحية المواقع و المؤثرات البصرية و عناصر الإنتاج و أيضاً قوة الأداء لبعض الممثلين في تأدية الشخصيات .إلا أن المأخذ الكبير هو وجود مسلسل درامي سعودي و كتّاب بريطانيين و كاتبة بحرينية لايعرفون معتقداتنا ولا تقاليدنا و لافكرنا في المملكة العربية السعودية .و المؤدي لدور (رشاش) والكادر الذين معه لم يتقنوا اللهجة النجدية على الأقل بشكل مقبول و مفهوم بالإضافة للكم الكبير من الكلمات الدخيلة و المترجمة من اللغة الإنجليزية إلى العربية بالمعنى الحرفي وهذا الذي جعل أداء النصوص في أغلب المشاهد ضعيفاً وباهتاً بسبب افتقارها للتدقيق اللغوي بشكل عام و للهجة بشكل خاص. أيضاً تمت صياغة المشاهد بشكل غربي تفتقد لتمثيل البيئة المحلية السعودية لدرجة أن بعض المشاهدين علّقوا في بعض مواقع التواصل الاجتماعي أنهم يشعرون و كأنهم يتابعون فيلماً أمريكياً أو كولومبياً لا يخلو من حوارات مدبلجة أو مترجمة استصعب عليهم فهمها . فمثلاً في إحدى حوارات الضابط فهد و زوجته قالت له : يوم سيء ! وهذه ترجمة للجملة bad day !

أيضاً جملة " الصحراء ستحميني و أنا سأحميك

the desert will protect me and I will protect you“

فمثل هذه العبارة لم يستخدمها الناس مطلقاً في السعودية عام ١٩٨٠م أو حتى في منطقة نجد و الواضح أنها مترجمة من نصّ مكتوب باللغة الانجليزية وعبارة" وش فيك خاص عنهم " فمثل هذه العبارة لاوجود لها في اللهجة السعودية إطلاقاً . فالأوصاف البلاغية التي استخدمت في بعض الحوارات بين الشخصيات لاتستخدم في اللهجة السعودية وحتى في غيرها من اللهجات العربية لأنها أساساً غير عربية. أيضاً في أحد المشاهد تم استخدام كلمة

wow واو للتعبير عن رد فعل الناس تجاه موقف جنوني أو غير اعتيادي.

فكان النصّ المكتوب بطريقة Negative transfer وتعني في علم اللغة

والترجمة نقل المعنى بشكل سطحي دون الاهتمام بالجانب الثقافي للغة المستهدفة وبالتالي أي مؤلف أو مترجم يطبق هذه الطريقة غير المجدية ستكون النتيجة واضحة لأصحاب اللغة المستهدفة و يكون النصّ بالرغم من كونه بلغتهم إلا أنه تجرد ثقافياً و معنوياً وبالتالي انعدام مايسمى

 cultural equivelent.

فالعبرة من سرد هذه الأمثلة هو ليس من المنطقي أن تظهر الأسرة الواحدة في هذا العمل يتكلم أفرادها بلهجات مختلفة إذ لابد أن توظف اللهجة المناسبة بطريقة تكون مفهومة من واقع زمن و بيئة أحداث القصّة مع الحرص على جعل صياغتها قريبة من المشاهدين لأن كتابة النصوص هي أساس نجاح الأعمال سواءً كانت قصةً أو روايةً أو شعراً.