د/ عمر بن حسين الجفري ..
ما أروع الفرحة التي تنبع من الداخل وتأتي من أعز الناس وأحبَّهم تلك التي تكون من أصدقاء الصبا والأحبة عندما تسطِّر عباراتها في كلماتٍ صادقة معبِّرة تنطلق من نفوس محبيها وتصل إلى حنايا قلوب ذويها.. سعادة الأستاذ الدكتور / سالم بن محمد المفرجي ذلك الرجل الطموح فارس المفاريج وفخرها الذي تخطّى الصعاب بجلده وصبره ومثابرته عندما بدأ حياته وهو ينهل من معين العلم والتعليم في مسقط رأسه بمدينة مكة المكرمة ، حيث أنهى دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية بتفوق وكان متميزاً بين أقرانه وذويه ، وأكمل تعليمه الجامعي بكلية العلوم التطبيقية قسم الرياضيات بجامعة الملك عبدالعزيز وتخرّج منها ، واستمر عطاءه لتحقيق آماله فعيِّن معلماً لمادة الرياضيات للمرحلة الثانوية لعدة سنوات؛ فهو لا يرضى بالقليل، ولم يكتفي بالشهادة الجامعيّة ؛لأن سقف طموحه عالٍ كعلو الجبال الشامخات ، وهو يعلم أنّ إدراكها ليس بالأمر اليسير، ومنالها لا يأتي دون سعي حثيث وعمل دؤوب، وإنما بالجدِّ والاجتهاد والصبر ؛ فكان أهلاً لها وجديرٌ بها ؛ عصاميّاً لا يعرف اليأس أو الاحباط ؛فاستطاع أن يواصل دراساته العليا ويحصل على درجتي( الماجستير والدكتوراه ) من جامعة أم القرى قسم علم النفس بكلية التربية بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى؛ وقد عمل في مختلف مجالات التعليم العام مكتسباً العديد من الخبرات من معلم صف دراسي إلى معلم موهوبين ومن ثم مرشداً طلابياً ورشح للعمل في الإشراف التربوي في مجال الإرشاد الطلابي ، وعندما حصل على درجة الدكتوراه انتقل من التعليم العام إلى التعليم الجامعي ،وعُيِّن أستاذاً مساعداً بجامعة أم القرى في مجال تخصصه العلمي وخلال فترة قصيرة في عمله رُشِّح رئيساً لقسم علم النفس نظير جهوده ونشاطه المتميز ،وقد تولّى رئاسة العديد من اللجان؛ ولم يتوقف عند هذا الحد بل استمر إنتاجه العلمي فترقى إلى درجة أستاذ مشارك وتولى رئاسة القسم لفترتين بفضل قوة إرادته وإبداعه الأكاديمي وتميزه العلمي ،وواصل مشوار طموحه حتى صدر قرار مجلس الجامعة بترقيته إلى درجة أستاذ ( بروفيسور) وهي أعلى درجة علمية بالجامعة.. ماذا عساي أن أقول وأسطِّر بيراعي هذا من كلماتٍ لا تفي بحق هذا الإنسان اللطيف كما عهدته صديقاً عزيزاً منذ الطفولة وهو يعرف قدره ومكانته في قلوبنا إنّها كلمات وعبارات كثيرة تدور رحاها في خلجات صدري فقد كان مثالاً رائعاً في تعامله ونموذجاً شاهداً على سموّ أخلاقه هذا الرجل الذي عرفناه عن قرب كأخ كريم تحلّى بدماثة أخلاقه وحسن تعامله بذل جهده لخدمة دينه ومجتمعه ووطنه طوال فترة عمله؛ تميّز الدكتور سالم بأسلوبه الهادئ وبمنطقه الرائع وفكره الواسع وعطاءه الكبير وإخلاصه المتفان وإنتاجه البديع.. تفرّد بالعطاء والوفاء بذل الكثير من جهده ووقته فهو ناصح ومحب للجميع متفهِّم لبق نشط حاد الذكاء .. سريع البديهة .. واسع الثقة .. حاضر الذهن .. طابعه الصمت والاتزان والهدوء .. جادّ في أداء عمله ؛يجبرك على تقديره بكريم سجاياه وطبعه فهو مربياً ومسؤولاً خبيراً واعياً ذو نظرة ثاقبة بعيد الأفق جميل الخلق تربّى على الفضائل والقيم الإسلامية فهو من عائلة عُرف عنها الاهتمام بالعلم والتعليم وسموّ الأدب والخلق الرفيع وما ذلك إلا بفضل الله أولاً ثم بحسن تربيتهم وجهدهم .. الدكتور سالم يشهد له القاصي والداني بقدرته لوزن الأمور ووضعها بما تستحق دائم التطوير لذاته لا يكتفي بالحد الأدنى وسقفه عالٍ لدرجة الإبداع تتجلى براعته في حسن التعامل مع مختلف جوانب الحياة.. مسيرة عطرة ومشوار عامر بالعطاء والانجاز والوفاء ومثال للقدوة الحسنة أسأل الله تعالى أن يجعل ما قدّمه لخدمة دينه ووطنه في ميزان حسناته ويمدّه بموفور الصحة والعافية.. فلك كل الشكر والامتنان والعرفان على ما تبذله من جهود عظيمة، وندعو لك عن ظهر الغيب أن يبارك الله لك فيما أعطيت وبذلت ويطيل في عمرك ويتم نعمته عليك ويجزل لك الأجر والثواب.. ونحن لا يسعنا إلا أن نتقدم لسعادتكم بالتهنئة الخالصة ونبارك لشخصك الكريم ولأهلك وأبنائك وذويك ومحبيك بمناسبة حصولكم على هذا الإنجاز العلمي ونسأله تعالى أن يجعله شاهداً لك ومؤيداً ومعيناً في حياتك العملية والعلمية. حُقّ لك أبا محمد أن ترتقي اليوم فهذا يومك تستحق فيه من قلوبنا أن نرفع لك رايات الشكر فرحاً وتبجيلاً لسجلك الحافل وتاريخك الناصع، وتردِّد ألسنتنا بتعبيرٍ صادقٍ وبصوتٍ عالٍ: نجمٌ أبا محمد أضاء العلا نوراً *** بالعلم سطع بريق سماءه بدراً حصدت بالجدِّ أماني العزّ فخراً *** نلت بالعلم حظاً وافراً قدراً هذا والله من وراء القصد ،، للتواصل مع الكاتب على البريد الالكتروني : ohjefri@gmail.com