1 قراءة دقيقة
نون النسويات

 ( نون النسويات )

كثُرَ الحديثُ في الآونةِ الأخيرةِ عن المرأةِ ، وضجت وسائلُ الإعلام المختلفة ووسائلُ التواصلٍ الاجتماعيّ بالحديثِ عن المرأةِ والنسويات ، وأصبحت المرأةُ المسلمةُ تحديدا المعنيةَ بتلك الحملة .

اتهموا الشريعةَ الإسلاميةَ بأنها لا تعطي المرأةَ حقوقَها ، وهم أجهلُ من أن يعرفوا حقَ المرأةِ عموما ، لأن بنظرتهم القاصرةِ يعتقدونَ أن حقوقَ المرأةِ تتمحورُ حولَ خروجِها من بيتها ، وتحررها في ملبسها ومأكلها ومشيتها ، وتحررها من جميعِ القيمِ و المبادي والعادات والتقاليد ، وتركِ الحياءِ ومواجهةِ المجتمع بوجهٍ مكشوف وصوتٍ عالٍ ، ومنافسة الرجال في الأسواق والطرقات والأعمال ، والجلوسِ جنبا إلى جنب مع الرجال الأجانب من باب مساواة المرأة بالرجل . والسفرِ بدون مَحرم وكشفِ الوجه وخلعِ الحجاب والعباءة والتحرر من جميع القيود الشرعية والاجتماعية والقيَمية.

تلكَ دعواهم الباطلة وحُجتُهم الواهية ، فالشريعةُ الإسلاميةُ قد أعطت المرأةَ كاملَ حقوقِها لأن الذي خَلَقَها هو اللطيفُ الخبيرُ بها ـ سبحانه وتعالى ـ فهو مَن أمرها بالحجاب ، وأمرها بالقرار في بيتها ، وجَمّلها بالحياء، وأكرمَها بالمحارم ، وهو سبحانه أغيرُ منّا على محارم الله .

قال سعدُ بنُ عبادة -رضي الله عنه -: “لَوْ رَأيْتُ رَجُلاً مَعَ امْرَأتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ غَيْرَ مُصْفَحٍ”، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: “أتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ، والله لأنَا أغْيَرُ مِنْهُ، والله أغْيَرُ مِنِّي، وَمِنْ أجْلِ غَيْرَةِ الله حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَلا أحَدَ أحَبُّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ الله، وَمِنْ أجْلِ ذَلِكَ بَعَثَ الْمُبَشِّرِينَ وَالْمُنْذِرِينَ، وَلا أحَدَ أحَبُّ إِلَيْهِ الْمِدْحَةُ مِنَ الله، وَمِنْ أجْلِ ذَلِكَ وَعَدَ الله الْجَنَّةَ”

لم ينتقل النبيُّ صلى اللهُ عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى إلّا والدينٌ قد اكتمل والنعمةُ تمت على جميع الخلائق وأرتضى للناس دينهم الإسلام .

وبعدَ هذا كيف يأتي من يدعي كذبا وبهتانا أن الشريعةَ لم تعطِ المرأةَ حقوقَها !!

إن تلك الدعواتِ الباطلةَ لم تكُ ذاتَ يومٍ لنُصرة المرأة ، بل من أجل الهجومِ على الشريعة الإسلامية ، والانتقاصَ من دين الله عزّ و جلّ ، لأنهم يعلمون علمَ اليقين أن المرأةَ المسلمةَ قويةٌ بدينها وعقيدتها وحشمتها وعفافها وحيائها ، ومتى ما سقطت سقطَ معها الجيلُ بأكمله .

الأمُ مدرسةٌ إذا أعددتها ،،، أعددتَ شعباً طيبَ الأعراقِ

والأمُ روضٌ إن تعهده الحياءُ ،، بالري أورقَ أيّما إيراق

لذلك لن تنتصر دعواهم الباطلة ، لأن هذا الدينَ متينٌ ولا يُشاده أحدٌ إلا غلبَه .

فلله الحمدُ من قبلُ ومن بعدُ ، وستظل المرأةُ المسلمةُ عزيزةً شامخةً بدينها وحجابها ولو كره الكافرون .